خوااااااااااااطر !

س 23rd, 2008 نشره حمود
اسمه “دال“.. الذي أعرفه عنه أنه ابن فاميليا أو عائلة كما نقول.. يكبرني بعام فقط..

طوال حياته والذي أعرفه عنه أنه يدرس بجدية والجميع يتوقع له مستقبلاً زاهرًا.. الذي يعيبه أنه يشبهني ويشبه أي شاب آخر لا تمتلك عائلته المال أو الواسطة المناسبة لتجد له عملاً مناسبًا.. أنهى دراسته وحاول جاهدًا دخول مسابقات الماجستير ولكن عبثًا.. يدخلها أولا يدخلها قائمة الناجحين معدة سلفًا ومسبقًا.. سمعت أنه دخل ثلاث مسابقات دون أية جدوى مع أنه متأكد من إجابته ولا يختلف أحد على ذلك.

شيئًا فشيًا وجد كما وجدنا نحن أننا نتحول وننحدر في أحلامنا كل يوم..

في البدء كنا نحلم أن نصبح شخصيات مؤثرة ومغيرة في البلاد.. ثم تطورنا فأصبحنا نحلم أن نحقق شيئًا في حياتنا بعلمنا نتركه لغيرنا.. ثم انحدرنا أكثر فصرنا نحلم أن نكون أشاخصًا فاضلين يعملون بكد وجهد ليتركوا شيئًا قبل رحيلهم.. وبدءنا نتنازل عن الكثير من الأشياء مع الوقت..

أخيرا صرنا نحلم أن نفعل شيئًا لأنفسنا.. نحققه لأنفسنا قبل أن نموت.. وصار منتهى حلمنا - بعد أن غاب العلم والأحلام والتغيير والبناء - أن نتزوج ونبني بيتًا ونجد عملاً يسد حاجاتنا اليومية المتزايدة.

هكذا وجد حاله.. لم يستطع فعل شيء حتى لنفسه فهو عاجز تمامًا.. عاجز كما عجزت الدولة عن تغيير وزراء قبعوا في مناصبهم عقودًا وكأنهم آلهة الفراعنة لا أحد يستطيع تحريكهم والذي يتحدث في الموضوع يتهم بأنه عميل وكاره للوطن وللنظام.. ويتهم في وطنيته ويخون ويرفع إلى غياهب لا أحد يعلمها.

لا يوجد حل آخر سوى أن ينظم إلى منظمة القهر والذل وأن يصبح من أفراد الجيش أو الدرك الوطني بعد جري وسعي حثيث لا يقل عن جريه وراء الماجستير وربما يفوقه أيضًا.. بصعوبة بالغة أيضًا استطاع النجاح في عدة اختبارات.. هو يعلم بأنه إن استطاع الانتساب إلى هذا المكان فسوف يمضي على حريته وقناعاته ويبصم على نهايتها لأنه سيبيعها مقابل إن تعيش عائلته وأسرته المستقبلية.

ما لم يكن في حسبانه أن في البلاد حسابات كثيرة تصفى لا دخل له هو فيها.. حسابات بين النظام وبين آخرين يزعمون أنهم إسلاميين ولا أحد يعرف مصدرهم ولا ممولهم ولا تاريخهم.. وهو مثلي ومثل أي شاب آخر قارب على أن يلعن البلاد ومن فيها برغم حبه لها.. هو لا يريد من البلاد شيئًا سوى أن تتركه يعيش عيشة كريمة لما تبقى له من عمر.. لا يريد أن يصبح في السلطة ولا أن يستفيد منها وهو ليس متدينًا غبيًا متعصبًا يفجر نفسه مع أول بادرة.. فقط هو يقول “أتركوني أعيش“..

ولكنه لا يعلم بأن في البلاد رؤساء حكومة يأتون ويذهبون ثم يعادون وكأنهم لاعبي احتياط في مباراة لكرة القدم يقولون بملء الفيه وبدون أدنى محاسبة أو وجود لمن يحاسبهم على ما يقولوه في حق الشعب.. يقولون: “على هذا الشعب أن يعيش في الذل والفقر والهوان حتى يعمل.. هذا شعب لا يحق له أن يعيش في رفاهية.. هذا شعب يجب أن يعفس ويرفس ويركل بالأقدام“.

هو تصور مثلنا بأن سنوات التسعينات مرت ولن تعود.. وبأن مشكلتها قد حلت.. ولكننا مثله أيضًا لم نكن نعلم بأن المشكلة الأساسية لم تحل.. وفي نفس الوقت لا يهمنا ذلك حلت أو لم تحل فالقائمون عليها لا يهمهم من أمرنا شيء كانوا من كانوا فلا أحد يعلم من هم أصلاً.. نحن حثالة تعيش في هذا البلد.. نحن زبالة مجرد أرقام لا يهم إن عاشت أو ماتت لا رأي لها.. نحن إن تحدثنا عن حقنا فلسنا سوى محرضون على العصيان والفساد والمعدوموا المسئولية.. ولكننا مازلنا نصرخ بعبارة واحدة فقط: “دعونا نعيش.. لا نريد منكم شيئا فقط نريد أن نعيش“..

صديقي الآن لا يعلم بما حدث له أمام مقر الدرك.. جرى كل شيء بسرعة رهيبة.. أهله وجوده جثة ممزقة ومتفحمة أشلاءها في كل مكان.. مختلطة مع باقي جثث أصدقاءه وحتى جثث من لا يعرفهم.. كلهم لا يعلمون بما حدث.. من حادثهم قبل وفاتهم ذكروا بأنهم كانوا سعداء لأنهم سيحققون شيئا أخيرا لأنفسهم وعائلاتهم تدفع عنهم تعب الحياة والمعيشة حتى وإن كان على حسابهم.

حلت البلاد مشاكلها أو لم تحل.. تلك مشكلة صارت بالفعل لا تعنيني.. هل هي مشكلة خاصة بالجزائر فقط أو مشكلة دولية لا يهمني أيضًا؟.. لا أريد شرًا لأحد ولا لبلادي ولا للعالم كله فأنا انسان قبل كل شيء والذي يحدث لصيني أو أمريكي او بحريني أو أي شخص في العالم لا أرضاه لنفسي حتى أرضاه له.. ولكنني بلغت من العمر ما يفهمه كل واحد بأنه عمر تكون فيه طاقة الواحد في أشدها ولكنني عاجز في نفس الوقت.. لا أعرف من أين أبدأ.. ما هو الحلم الذي علي أولاً السعي وراءه العمل أم الزواج أم المنزل الخاص بي.. دعونا من أحلام التغيير والتطوير والتنمية فقد نسيناها.. ولكن الذي حدث أيضًا أن حلمًا رابعًا قد أضفته لدي في القائمة.

“لا أريد أن أكون ضحية حسابات لا تخصني في شيء“.

————-
*تحديث: قد يكون ما يحدث لا علاقة له أصلاً بالجزائر.. وماهو سوى حسابات عالمية اتخذت من الجزائر مقرًا لها.. والنتيجة واحدة أيضًا بالنسبة لي.. أريد أن أعيش بسلام فقط لا غير.

مــشكور اخوي يعطيك الف عافيه وتقبل مروري

مع تحيـاتي :عــاشقة نـوني

الف شكر على لكم,,

يعطيكم الف عافية,,

تحياتي لكم ,,

اخوكم//مصفق ابليس